قد يبدو الأمر بسيطاً، مجرد مسماران من القرنفل يومياً تضعهما في فمك وتمضغهما ببطء، ولكن ما يحدث داخل جسمك نتيجة هذه العادة البسيطة أشبه بالسحر. القرنفل ليس مجرد تابل يضاف للقهوة أو الطعام، بل هو “قنبلة” من الفوائد العلاجية التي استخدمها الطب القديم لقرون.
إليك ماذا يحدث لجسمك عند مضغ حبتين من القرنفل يومياً، ولماذا تشعر بتلك اللسعة المميزة؟
أولاً: الفوائد العلاجية لمضغ القرنفل (على الريق أو خلال اليوم)
عندما تمضغ القرنفل، تتحرر الزيوت الطيارة وتختلط باللعاب، مما يمنحك الفوائد التالية فوراً:
- معطر فوري للفم وقاتل للبكتيريا:بمجرد المضغ، يقضي القرنفل على البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة، ويعالج التهابات اللثة ونزيفها. إنه بديل طبيعي وأقوى من غسول الفم الكيميائي.
- تنظيم الهضم ووداعاً للانتفاخ:مضغ القرنفل يحفز إفراز الإنزيمات الهاضمة، مما يقلل الغازات، الحموضة، والانتفاخ، ويخفف من الشعور بالغثيان (القيء).
- تسكين الآلام فوراً:بفضل خصائصه المخدرة، يساعد في تسكين آلام الأسنان والحلق وحتى الصداع الناتج عن التوتر.
- تعزيز المناعة والجهاز التنفسي:يساعد في تخفيف السعال، طرد البلغم، وتوسيع الشعب الهوائية، كما أنه غني بمضادات الأكسدة التي تقوي المناعة ضد الفيروسات.
- ضبط سكر الدم:تشير بعض الدراسات إلى أن مركبات القرنفل تحسن من استجابة الخلايا للأنسولين، مما يساعد في ضبط مستويات السكر (لمرضى السكري من النوع الثاني).
ثانياً: ما سر “اللسعة” أو الحرقان عند مضغ القرنفل؟
عندما تضع القرنفل في فمك، تشعر بلسعة حادة وتنميل (تخدير) مؤقت في اللسان واللثة. السر يكمن في مركب كيميائي معجزة يسمى:
اقرأ عن : علاج احتقان الجيوب الأنفية باستعمال القرنفل
الأوجينول (Eugenol)
-
ما هو؟ هو المكون النشط الرئيسي في زيت القرنفل (يشكل 70-90% منه).
-
لماذا يلسع؟ الأوجينول مركب قوي جداً وحار بطبيعته. هذه اللسعة هي دليل على فاعليته.
-
كيف يعمل؟ يعمل الأوجينول كمخدر موضعي طبيعي (Anesthetic). هو يتفاعل مع النهايات العصبية ويوقف إرسال إشارات الألم للدماغ مؤقتاً، ولهذا السبب تجد أطباء الأسنان يستخدمون رائحة ومركبات القرنفل في حشوات الأسنان المؤقتة. بالإضافة لكونه مضاداً قوياً للالتهابات.
ثالثاً: هل يمكن للأطفال استخدام القرنفل؟
هنا يجب توخي الحذر الشديد. الإجابة هي: نعم، ولكن بشروط وقيود صارمة.
-
ممنوع للأطفال الرضع: يمنع تماماً استخدام زيت القرنفل المركز للأطفال والرضع، لأنه قد يسبب تشنجات أو مشاكل في الكبد وتلفاً في الأنسجة الحساسة للثة الطفل.
-
خطر الاختناق: لا يُنصح بإعطاء “حبة القرنفل الكاملة” للأطفال الصغار لمضغها خوفاً من أن يبتلعوها عن طريق الخطأ وتسبب الاختناق.
-
الاستخدام الآمن للأطفال (فوق سن 3 سنوات):
-
يمكن استخدام منقوع القرنفل (غلي مسمارين في كوب ماء وتركه يبرد) للمضمضة لتخفيف ألم الأسنان تحت إشراف الأهل.
-
يمكن إضافة رشة بسيطة جداً من مطحون القرنفل إلى طعامهم للاستفادة من قيمته الغذائية دون التعرض للسعة القوية.
-
ملخص ونصيحة أخيرة
للحصول على أفضل النتائج، اجعلها عادة صباحية أو بعد وجبة دسمة: ضع مسماراً أو اثنين في فمك، اتركهما يلينان قليلاً باللعاب، ثم امضغهما ببطء شديد لاستخراج عصارة “الأوجينول”.
تحذير: الإفراط في القرنفل قد يسبب تهيجاً في المعدة أو سيولة في الدم، لذا التزم بـ (2-3 حبات) يومياً كحد أقصى.